ما هي فوائد وتكاليف سرعات الطرق المختلفة ؟ 

دراسات سرعات الطرق نادرة

قالت مؤسسة ندي لطرق مصرية آمنة أن دراسات التأثير الاقتصادي للسرعات علي الطرق وفي الشوارع، دراسات نادرة. وهذا لا يعكس فقط إهمال المنظور الاوسع لتأثيرات السرعات ، ولكنه يعكس بالاخص هيمنة اوقات التنقل والسفر في التحليلات الحالية ، والتي (خطأً) توجه سياسات النقل والبنية التحتية. عند إجراء مثل هذه الدراسات النادرة، تكون السرعات المثالية اقتصاديًا أقل بكثير من حدود السرعات السائدة علي الطرق. ويوضح الرسم البياني أن السرعة الاقتصادية المثالية للطريق السريع للمجتمع هي 73 كم / ساعة.

السرعة المثالية اقتصادياً 73 كم في الساعة

وعلى الرغم من أن الدراسات حول السرعات المثالية اقتصاديًا متاحة بشكل أساسي للطرق خارج المدن ، إلا أن الدراسات تظهر أن سرعة السفر المثلى اقتصاديًا للطرق السريعة تتراوح بين 73 كم / ساعة و 85 كم / ساعة ، أي أقل بكثير من حدود السرعة من 100 كم / ساعة إلى 130 كم / ساعة والتي هي غالبًا ما يتم تطبيقها على الطرق السريعة. في البيئات الحضرية ، تؤدي حركة المرور المتقطعة ، والتواجد الأكبر لمستخدمي الطرق المعرضين للخطر ، والتأثيرات الأكبر على صحة الانبعاثات إلى سرعات اقتصادية أقل بكثير من ال73 كم / ساعة.

السرعات العالية تكلف أكثر

واستكمالاً لعرض نتائج الدراسة التي اجراها المعهد العالمي للسلامة على الطرق ، والتي تم تمويلها من قبل البنك الدولي ونشرتها مؤسسة التنقل من اجل التنمية: يتم التعريف بفوائد السرعات العالية بشكل جيد والترويج لها على أنها توفير في وقت السفر ، ولكن غالبًا ما يتم إخفاء التكاليف الاقتصادية الحقيقية للسرعات.

تكاليف السرعات العالية

إذن ، ما هي الفوائد والتكاليف الحقيقية للسرعة داخل المدن وفي البيئات الحضرية؟ للسرعة العديد من الآثار الاقتصادية السلبية: - التكاليف البشرية والمادية للحوادث ، - الآثار الصحية للضوضاء - تلوث الهواء ، - تأثيرات تغير المناخ من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري (GHG) ، - تكاليف الوقود وصيانة المركبات.

ومع ذلك ، غالبًا ما يتم التغاضي عن هذه التكاليف نظرًا للأهمية الكبيرة التي توضع على تقليل الازدحام لمستخدمي السيارات الخاصة. فرغم أن مستخدمي السيارات الذين يتسمون بالسرعة قد يستفيدون (على الرغم من أنه ربما ليس بالقدر العالي المعتقد) ، فإن الجميع مجبر على دفع التكاليف.

و بشكل عام ، يركز تخطيط الطرق والنقل التقليدي بشكل أساسي على كفاءة شركات النقل بالشاحنات والخدمات اللوجستية ومستخدمي الطرق المتنقلين بالسيارات - اللي هم المدافعون النموذجيون عن الفوائد الاقتصادية للسرعة - ولا يأخذون في الاعتبار المشاة أو راكبي الدراجات علي انهم مستخدمي الطريق بشكل كاف. على سبيل المثال ، يتم أخذ وقت انتظار سائق السيارة في الاعتبار في النماذج الاقتصادية ، لكن وقت انتظار المشاة ومستخدمي الدراجات، وكبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة للعبور او ايجاد كوبري مشاة او رصيف او طريق آمن يصل به الي مشواره، لا يؤخذ في الحسبان ، حتى لو كان نفس الشخص. يؤثر التخطيط المتمحور حول السيارات على عدد لا يحصى من قرارات السياسة مثل وضع الإشارات عند التقاطعات التي تعطي الأولوية لمستخدمي الطرق من قائدي السيارات، وتسهيل السرعات العالية بشكل غير مناسب حيث يتواجد المشاة دون النظر إلى القيمة الاقتصادية للرحلات التي يتم إجراؤها سيرًا على الأقدام.

ومن المهم أن نلاحظ أن ضحايا حوادث المشاة يميلون أيضًا إلى أن يكونوا من مجموعات ذات دخل منخفض - وبالتالي أقل نفوذًا .و بشكل أساسي ، تؤثر سرعة حركة المرور بشكل كبير ليس فقط على سلامة المرور ولكن أيضًا على التأثيرات المناخية وتلوث الهواء والضوضاء.

كما يمكن أن تتضمن السرعات العالية على الطرق بشكل عام التكاليف العامة التالية: - فقدان النشاط الاقتصادي على المستوى المحلي (أظهرت مراجعة حديثة للمشاريع في أمريكا الشمالية أن إعادة تخصيص مساحة الطريق للمشاة وراكبي الدراجات ، وهو ما يحدث غالبًا مع مشاريع إدارة السرعة في المدن ، ينتج عنه فوائد اقتصادية كبيرة للمشاريع والشركات والمحال في الاحياء والمُدن). - فقدان العدل والمساواة في وصول آمِن, عن طريق زيادة مخاطر المشاة الذين يتعين عليهم عبور الطرق السريعة للوصول إلى العمل أو المدرسة ومستخدمي الطرق الآخرين المعرضين للخطر مثل راكبي الدراجات وذوي الاحتياجات الخاصة والاطفال وكبار السن. هذا يعزز عدم المساواة والفقر ؛ - ضياع فرص النقل النشط الذي يؤدي إلى تفاقم العديد من المشاكل الصحية المتعلقة بعدم النشاط مثل أمراض القلب والأوعية الدموية.